بسم الله الرحمن الرحيم
اقدم لكم هذه المدونة المتواضعة التي تقدم مواضيعا عن الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف . و تحتوي هذه المدونة المتواضعه على مواضيع قيمة لا يستغني عنه الموالي لاهل البيت عليهم السلام .

البيعة الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد خطبته ( عليه السلام ) تتم البيعة معه ، بيعة أهل السماء والأرض ؛ بيعةٌ يبدؤها أمين وحي الله جبرئيل ( عليه السلام ) ، ثم المؤمنون الكرام.

ففي حديث الامام الصادق ( عليه السلام ) : 1 ـ البحار ، ج 53 ، ص 9 ، وتلاحظ خطبته في حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) في تفسير العياشي ، ج 2 ، ص 56.


2 ـ البحار ، ج 52 ، ص 343 ، باب 27 ، حديث 91.

3 ـ البحار ، ج 53 ، ص 238.



(52)

« إنّ أول من يبايع القائم ( عليه السلام ) جبرئيل ( عليه السلام ) ... » (1).

وفي الحديث الآخر :

« فيبعث الله جلَّ جلاله جبرئيل ( عليه السلام ) يأتيه فينزل على الحطيم ، ثمَّ يقول له : إلى أيِّ شيء تدعو ؟

فيخبره القائم ( عليه السلام ) ، فيقول جبرئيل ( عليه السلام ) : أنا أوَّل من يبايعك ، ابسط يدك.

فيمسح على يده ، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيبايعونه ، ويقيم بمكّة حتّى يتم أصحابه عشرة آلاف أنفس ، ثم يسير منها الى المدينة » (2).

وفي الحديث الآخر :

« يا مفضّل ، كلُّ بيعة قبل ظهور القائم ( عليه السلام ) فبيعته كفر ونفاق وخديعة لعن الله المبايِع لها والمبايَع له.

يا مفضّل يسند القائم ( عليه السلام ) ظهره إلى الحرم ويمدُّ يده ، فتُرى بيضاء من غير سوء ويقول : هذه يد الله ، وعن امر الله ، وبأمر الله.

ثمَّ يتلو هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهَ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ) (3) الآية.

فيكون أوَّل من يقبّل يده جبرئيل ( عليه السلام ) ، ثمَّ يبايعه ، وتبايعه الملائكة ونجباء الجنِّ ، ثمَّ النقباء » (4).

فتتم البيعة والمعاهدة معه على الطاعة ، ويكون السلام عليه بنحو : « السلام 1 ـ البحار ، ج 52 ، ص 285 ، ب 26 ، ح 18.


2 ـ البحار ، ج 52 ، ص 337 ، ب 27 ، ح 78.

3 ـ سورة الفتح ، الآية 10.

4 ـ البحار ، ج 53 ، ص 8 ، ب 25 ، ح 1.


(53)

عليك يا بقية الله » ، كما في الحديث (1).

وتكون بيعة أنصاره معه على الأمور التالية :

على أن لا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يسبّوا مسلماً ، ولا يقتلوا محرّماً ولا يهتكوا حريماً محرماً ، ولا يهجموا منزلاً ، ولا يضروا أحداً إلاّ بالحق ، ولا يكنزوا ذهباً ولا فضّة ولا بُرّاً ولا شعيراً ، ولا يأكلوا مال اليتيم ، ولا يشهدوا بما لا يعلمون ، ولا يخربوا مسجداً ، ولا يشربوا مسكراً ، ولا يلبسوا الخزّ ولا الحرير ، ولا يتمنطقوا بالذهب ، ولا يقطعوا طريقاً ، ولا يخيفوا سبيلاً ، ولا يفسقوا بغلام ، ولا يحبسوا طعاماً من بُرّ أو شعير ، ويرضون بالقليل ، ولا يشتمون ، ويكرهون النجاسة ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويلبسون الخشن من الثياب ، وبتوسّدون التراب على الخدود ، ويجاهدون في الله حق جهاده ، ويشترط على نفسه لهم أن يمشي حيث يمشون ، ويلبس كما يلبسون ، ويركب كما يركبون ، ويكون من حيث يريدون ، ويرضى بالقليل ، ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً ، يعبد الله حق عبادته ، ولا يتخذ حاجباً ولا بوّاباً » (2).

وبالرغم ممّا يتمتع به أصحابه الكرام من الدرجات العالية ، والعدالة الروحيّة ، تكون هذه الشروط توثيقاً للحكم ، وتأكيداً في الأمر ، وتعليماً للحياة المثاليّة التي تخصّهم لقيادة الكرة الأرضيّة وهي بيعة ميمونة يشمل خيرها جميع الموجودات في مسيرة الحياة. 1 ـ وسائل الشيعة ، ج 10 ، ص 470 ، ب 106 ، ح 2.


2 ـ منتخب الأثر ، ص 469.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق